✍🏻 محمد المردوف الكثيري
لي رأياً بحياد رؤية ، وتجرد تام من أي عاطفة ، في المشهد الإنتخابي في عمان.
كثر الكلام الرزين , وخالطه بعض اللغط والكلام الخاوي أحيانا ، والهرج والمرج أحايين كثيرة، وبرزت بعض الأصوات التي تنادي بمقاطعة الانتخابات ، والبعض قلق من أن التنافس الإنتخابي يسبب شروخ وصدوع إجتماعية
إن المراقب الفاحص لتطور المشاركة الوطنية الحقيقية بين أقطاب الوطن الرئيسين شعب مثقف يدرك الحقوق والواجبات وحكومات متعاقبة كسلطات تنفيذية في البلد
إن المراقب لهما يدرك تماما أن الشراكة لاتزال تراوح مكانها وليست كما يجب وليست متناغمة مع إيقاع ورتم الحياة المتسارع ولكنها تتطور برتابة
رأيي أن التجارب الإنسانية أي أن كانت سياسية أو إجتماعية تتدرج صعودا للأعلى وتقدماً للأمام وتتفاوت السرعات في التقدم والصعود بين تجربة وأخرى وبين شعب وشعب وبين حكومة وحكومة
وإن ما مضى من المسلمات البديهية ، وذلك للفوارق في الأنظمة السياسية والقوانين الدستورية ، التي ارتضتها الدول والشعوب ، فكل دولة بشعبها لديها خطها السياسي والدستورى ، الذي يختلف عن الأخريات ، فهنا تكمن الفوارق بين دولة ودولة وشعب وآخر في مدى ومستوى المشاركة بين المواطنين والحكومة
نحن في عمان تجربة المشاركة الحقيقة الفاعلة لا تزال لا ترضي طموح الشعب والنخب المثقفة التي وعت منذ أمد طويل المعاني الحقيقية للواجبات والحقوق
ولكن .. إن المعارك الأخلاقية العظيمة في التغيير ورفع سقف المشاركة والوصول بالوعي إلى أعلى مستوياته يتطلب صبرا يتطلب بعض الوقت فما دمنا نتقدم للأمام ونصعد للأعلى وإن كان برتابة مملة ومحبطة إلا أنه علينا مواصلة الدرب في التغيير والدفع بالمشاركة الحقيقية للأمام وللأعلى كما سلف ، حتى نصل للسقف المنشود ولا نتوقف عنده بل نصعد منه للأعلى في حركات البعث والخلق الإيجابي والتغيير لنصل لشراكة حقيقية وفاعلة بين الشعب والسلطة التنفيذية أو بالأحرى لتكامل يحقق تنمية شاملة وتاليا ينعكس هذا التكامل في رفاه وسعادة وسؤودد المواطن العماني والذي هو في الأساس الهدف الرئيس لكل خطط التنمية بداية اقتصاد قوي منوع ينعكس رفاها على المواطن
كيف تتحقق هذه المشاركة والتكامل؟؟؟
بالعزوف ومقاطعة الإستحقاقات الوطنية والدعوة لهما ؟؟
هيهات أن يتحقق ذلك!!!*
بطبيعة الحال لن يتحقق التكامل بين الشعب والحكومة إلا بوجود ممثلين للشعب عبر مؤسسة برلمانية فاعلة وأضع تحت فاعلة مليون خط ولاداعي لسرد التفاصيل.
إذا سلمنا جدلا أن المؤسسة الأخيرة فاعلة كيف يتسنى للشعب أن يتواجد في الحدث مشكلا ومساهما فكريا حقيقيا لتشكيل ملامح القرار وإقراره
اليس بتدافع أفراد الشعب قدماً للمشاركة في كافة الإستحقاقات الوطنية ؟؟؟ نعم وذلك للتمكن من الدفع بمواطنون توافرت بهم شروط ومقومات تمثيل الشعب في الشراكة مع الحكومة لصنع القرار الوطني الأنجع
لذا العزوف والدعوات للعزوف عن المشاركات في كافة الإستحقاقات الوطنية أمر في غاية السلبية والسوداوية ووجوب الكف عن هذه الدعوات مطلب في المرحلة الحالية وكافة المراحل القادمة
وأخيرا تعريجا على مخاوف بعض الأقلام والمغردون من أن التنافس ووجود تجمعات انتخابية سيسببان شروخ وصدوع إجتماعية بين المواطنون وسوف يسهمان في إشعال جذوات خلاف ومشاعر كراهية فإنني أرى موقننا أن هذه المخاوف والمحاذير خالية من الصحة أو بمعنى أصح تفتقر للدقة اجلالا و إحتراما , لماذا ؟؟؟
لا أدعي متبجحا ولكن أجزم موقننا أن الشعب العماني شعب مثقف خلوق ذو قيم ومروءة ومكارم أخلاق به من النبل والسمو والرفعة مايسمو بالجميع فوق هنات الشخصنة والعداء في هذه الإستحقاقات الوطنية كافة
إن معارك الوعي تتطلب أوقاتا ولعل القاريء يتذكر كيف كنا وأين غدونا
وأذكر من أرشيف الذاكرة الوطنية لتطور ممارسة الإستحقاقات الوطنية المختلفة عبر ما يربو على ثلث قرن من الزمان لعلكم تتذكرون يدفع القوم بمواطن لمجلس الشورى تكالبت عليه ديون ليسدد دينه وبطبيعة الحال كما أسلفت معركة الوعي الطاحنة غربلت كثير من المفاهيم بغربالها القاسي وكل ما تقادم الزمن تشتد ضراوة وقسوة فهكذا هي معارك الوعي مستمرة والأيام كفيلة بالغربال ولايصفى إلا الإسلوب الأنجع والأنجح
إن وجود طرائق وأساليب مختلفة لإصطفاء مرشح ما في إستحقاق وطني ما كلها طرائق وأساليب تحترم سواء أن كانت أدوار متفق عليها أو منافسات لمن شاء التقدم وإن كنت أعيب على الأدوار الطويلة المدى التي تتكرر ويأتي الدور من جديد بعد منتصف قرن من الزمان أو أقل بقليل أنها تفوت على الوطن والشعب قدرات وكفاءات ترى نفسها قادرة ولكن يحدها دور قد تنتظره بعد ٤٥ عاما … إلا أنها كلها أساليب وطرائق لها جل التقدير والإجلال لشخوص هذه المجامع الإنتخابية من أبناء المجتمع العماني
وبالتجارب وتراكمها بالمراجعة والإستقراء والتمحيص والاستنتاج يستخلص الممارسون لكل طريقة وأسلوب إين هي المكامن التي تتطلب تطوير وهذه تترك للإستمرارية المستمرة وللأيام
أما موبقات شراء وبيع الأصوات فهذه من الكبائر لأن الراشي والمرتشي في النار ويكفي هذا البيان كشريعة الله في الأرض ومؤكد مع إستمرار معارك الوعي الطاحنة ستتغير المفاهيم وسوف تتلاشى مظاهر خيانة الأمانة والبيع والشراء للأصوات والسمسرة عليها وبها