قالت وكالة ستاندرد أند بورز غلوبال إن منطقة الشرق الأوسط تزخر بقدرات تكرير نفط جديدة، مع إعادة تشكيل تدفقات الخام العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لافتة إلى أن المنطقة شهدت، وستشهد حتى نهاية العام الحالي، إطلاق 4 مصاف نفطية جديدة في السعودية والكويت والعراق وعُمان.
وأوضحت الوكالة، في تقرير حديث، أن إمارة أبوظبي تقوم بتحديث مجمع الرويس العملاق للتكرير، كما يطور العراق تأهيل مصفاة بيجي. فيما تطور الكويت مشروع الوقود النظيف، الذي يمتد 6 سنوات، الذي يقوم على دمج وتحديث مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي إلى مجمع نفطي بقدرة إنتاجية تقدر بـ800 ألف برميل يومياً.
وأضافت أن توقيت تطوير هذه المشاريع يتماشى بشكل جيد مع متطلبات السوق النفطي العالمي، حيث من المتوقع وصول الاستهلاك العالمي للمنتجات المكررة الرئيسية (بما في ذلك البنزين والديزل ووقود الطائرات وزيت الوقوت) إلى أكثر من 69 مليون برميل يومياً بحلول 2030، مقارنة بـ67 مليون برميل يومياً في 2023، حيث إن الطلب على البتروكيماويات يرتفع أيضاً.
زيادة الإنتاج
وتوقعت ارتفاع إجمالي إنتاج منطقة الشرق الأوسط من منتجات النفط المكررة الرئيسية بـ%5.5 إلى 8.1 ملايين برميل يومياً في 2023 مقارنة بالعام السابق، وأن يصل إلى 8.4 ملايين برميل يومياً في 2024، موضحة أن زيادة هذا الإنتاج تقليدياً ستكون موجهة إلى آسيا، كما ان قرب المنطقة من اوروبا سيساعدها على الاستفادة من فراغ الصادرات النفطية الروسية، بسبب الحظر الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي.
وتابعت الوكالة: إن صادرات المنتجات المكررة الرئيسية من السعودية والإمارات والكويت والعراق وقطر والبحرين ارتفعت إلى شمال غرب أوروبا بـ%240 في الأشهر الأربعة الأولى من 2023، مقارنة بالفترة نفسها من 2022، الى جانب ارتفاع الشحنات النفطية من الدول الخليجية والعراق الى دول آسيوية عدة في الفترة ذاتها.
تراجع صادرات روسيا
وأشارت إلى أن صادرات الخام الروسية تراجعت خلال الأشهر الأخيرة من العام الحالي، حيث قامت موسكو بتوريد مزيد من الشحنات من خارج مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لتجاوز الحدود القصوى للأسعار، لافتة الى ان هذا التراجع يرتبط بتعهد روسيا بخفض الصادرات النفطية بمقدار 500 ألف برميل يومياً في أغسطس للمساعدة على دعم أسعار النفط العالمية.
وقالت «ستاندرد أند بورز غلوبال» إن صادرات الوقود الروسي الى الشرق الاوسط انخفضت بشكل حاد الشهر الماضي. فقد انخفضت الصادرات الى السعودية بحدة الشهر الماضي من 190 ألف برميل يومياً الى 28 الف برميل يومياً، فيما انخفضت الصادرات الروسية ايضاً الى الإمارات من 263 ألف برميل يوميا الى 236 الف برميل يوميا في يونيو.
868 ألف برميل يومياً لتوليد الكهرباء
أشارت الوكالة إلى أن الاستخدام المتزايد للنفط في الخليج لتوليد الطاقة مع ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات قياسية في الصيف، سيخفف من الصادرات النفطية للمنطقة، لكنها نقلت عن محللين أن استهلاك دول المنطقة للنفط لتوليد الطاقة الكهربائية صيف هذا العام قد يكون أقل من العام الماضي، عند 868 ألف برميل يومياً مقابل 902 ألف برميل يومياً في صيف العام الماضي، ويعود ذلك إلى التوسّع في استخدام الغاز الطبيعي وتوافره للعديد من دول المنطقة.